الجنس : عدد المساهمات : 45تاريخ التسجيل : 23/06/2010
موضوع: حال السلف في الأيام العشر من ذي الحجة الأربعاء يونيو 23, 2010 11:24 pm
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ روى الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي قال : " ما من أيام أعظم
عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"(1) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ فما حال السلف الصالح في هذه العشر ؟ وما هي الأعمال التي كانوا يكثرون منها ويحرصون عليها في هذه العشر ؟ : فقد كان السلف ( يرحمهم الله ) يعظمون هذه العشر ، فما ورد عنهم في فضلها: 1. عن أنس بن مالك - - قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل - (2). 2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(3). ــــ فكان من تعظيمهم لهذه الأيام : لا يحدثون فيها ذنباً ولا إثماً ، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به : 1. فقد ذكر البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي قال : سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - -, في عَشْرِ ذي الحجة ، فأبى أن يقرأه علي , وقال لي : فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ ، فلما ألححت عليه , قال : فأخِّرْه حتى تَخْرُجَ العَشْرُ , فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر . يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر(4). 2. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : أتيت يحيى بن معين أيام العشر ـ عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى : تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفياً فيجيبني ، فلما أكثرت عليه ، قال: عندك مكتوب ؟ قلت: نعم ، فأخذه فنظر فيه فقال : أياماً مثل هذا ؟! وذكر الناس فيها ؟ فأبى أن يجيبني وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإني أكره(5). 3. بل إن بعضهم كان يترك التعليم والتحديث لطلابه أيام العشر ، قال الأثرم : أتينا أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – في عشر الأضحى فقال : قال أبو عوانة : كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول : هذه
أيام شغل ، وللناس حاجات ، وابن آدم إلى الملال ما هو(6). 4. ومنهم من إذا دخلت العشر تشبه بالحجاج ، قال ابن جريج : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة أن يحرم في الهلال ، فكان يلبي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبون أن يتجرد الناس في أيام العشر، ويتشبهوا بالحاج(7). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ ولقد كانوا ( يرحمهم الله ) يجتهدون في العشر اجتهاداً عظيماً ، ومنهم : 1. سعيد بن جبير كان إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه(. 2. وعنه أيضاً أنه قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر - تعجبه العبادة- ويقول: يقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة(9). أما عن صيام عشر ذي الحجة : فقد روى أحمد(10)، وأبو داود ( وهذا لفظه ) (11)، والنسائي(12)، وغيرهم عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي قالت : كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ،، ــــ وأما حال السلف في صيام العشر والترغيب في ذلك ، فقد ورد عن بعضهم ، ومنهم : 1. عن الحسن البصري أنه قال : صيام يوم من العشر يعدل شهرين(13). 2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ، ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(14). 3. وقال عبد الله بن عون : كان محمد بن سيرين يصوم العشر - عشر ذي الحجة كلها- فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام(15). 4. وقال ليث بن أبي سليم : كان مجاهد يصوم العشر ، قال : وكان عطاء يتكلفها(16). 5. وكان عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس يصوم هذه العشر(17) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ أما عن ذكر الله في هذه الأيام العشر : كان السلف - رحمهم الله- يكثرون ذكر الله في هذه العشر : 1. فقد قال مجاهد : كان أبو هريرة ، وابن عمر - ما- يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك(18). 2. وعن ثابت البناني قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج ، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر(19). 3. وعن مجاهد أنه كره القراءة في الطواف أيام العشر، وكان يستحب فيه التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، ولم يكن يرى بها بأساً قبل العشر ولا بعدها(20). 4. وقال مسكين أبي هريرة : سمعت مجاهداً ، وكَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته ؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد(21). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ تنويع العبادات عند السلف : كان السلف - م- ينوعون من العبادات في عشر ذي الحجة من أجل أن تستوعب أيام العشر أنواعاً من العبادات: 1. فقد قال عمر بن الخطاب: لا بأس بقضاء رمضان في العشر(22)
. 2. وكان الحسن البصري يكره أن يتطوع بصيام وعليه قضاء من رمضان إلا العشر(23). 3. وقال صدقة بن يسار : سمعت ابن عمر - ما- يقول : عمرة في العشر الأول من ذي الحجة أحب إليَّ من أن أعتمر في العشر البواقي ، فحدثت به نافعاً فقال : نعم عمرة فيها هدي ، أو صيام ، أحب إليه من عمرة ليس فيها هدي ولا صيام (24). 4. وقال عبد الله بن أبي مليكة : كان عبد الله بن الزبير - ما- يصلي الظهر ثم يضع المنبر فيجلس عليه في العشر كلها ، فيما بين العصر والظهر يعلم الناس الحج(25) . 5. وعن أبي معن قال : رأيت جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر(26). 6. وكان الحافظ ابن عساكر يعتكف في شهر رمضان ، وعشر ذي الحجة(27). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ هذا، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات في أيام العشر خاصة ، كما وأدعو الله أن تكون أسعد أيام عمرنا فيها من التوفيق والقبول فيا رب وفقنا فيها لأحب الأعمال إليك وأرضاها عندك اللهم آميـــــــــــــن ********************
[size=16](1) - مسند أحمد 2/ 75 + 131 . (2) - شعب الايمان 3/ 358 ، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر 54 /239 . (3) - شعب الإيمان 3 / 355 . (4) - سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي 2 / 550 – 551 . (5) - الجرح والتعديل 1 / 317 . (6) - سؤالات الأثرم للأمام أحمد بن حنبل ص 39 . (7) - أخبار مكة للفاكهي 2 / 335 . ( - سنن الدارمي 2/ 41 ، وشعب الإيمان 3 / 354 . (9) - سير أعلام النبلاء 4 / 326 . (10) - مسند أحمد 5/ 271 . (11) - سنن أبي داود 7/ 102 . (12) - سنن النسائي الصغرى 4/ 220 ، وصحح الألباني الحديث ، ينظر صحيح النسائي للألباني 2/ 499 . والحديث فيه اختلاف على هنيدة . (13) - الدر المنثور ج 8 /501 . (14) - شعب الإيمان 3 / 355 . (15) - مصنف ابن أبي شيبة 2 /300 . (16) - مصنف ابن أبي شيبة 2 /300 . (17) - المنتظم لابن الجوزي 7 / 353 . (18) - أخبار مكة للفاكهي 3 / 10 . (19) - أخبار مكة للفاكهي 3 / 10 . (20) - أخبار مكة للفاكهي 1 / 225 . (21) - مصنف ابن أبي شيبة 3 / 250 . (22) - مصنف ابن أبي شيبة 2 / 324 . وقال ابن حجر في فتح الباري 4/ 189 : وروى بن أبي شيبة بإسناد صحيح عن عمر أنه كان يستحب ذلك . (23) - مصنف ابن أبي شيبة 2 / 305 . (24) - شرح معاني الآثار 2 / 148 ، وانظر : مصنف ابن أبي شيبة 3 / 160 . (25) - أخبار مكة للفاكهي 3 / 60 . (26) - مصنف ابن أبي شيبة 3 / 160 . (27) - تذكرة الحفاظ 4 / 1332.